الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

بردية إيبرس الطبية


التعريف بالبردية:-


  • تعد بردية إيبرس هذه أشهر البرديات الطبية و أطولها.
  • و يرجع تأريخ البردية إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد ، ذلك لأنها تحمل تاريخ السنة التاسعة من عهد الملك " أمنحتب الأول " ثانى ملوك الأسرة الثامنة عشرة ، غير أن دراستها من الناحية اللغوية لا تترك مجالاً للشك فى أن كاتبها قد جمع مادته من عدة برديات طبية من عهد الدولة الوسطى و ربما قبل ذلك.
  • و قد عُثِر عليها فى الأقصر عام 1863م ، ثم حصل عليها الأثرى الألمانى جورج إيبرس " من "  أدوين سميث " و نشرها عام 1875م ، كما قام " والتر فريزنسكى " بنشر أربعة أجزاء منها عام 1913م ، و قام " ب. ابل " عام 1937م بنشرها أيضاً ، كما قام " هرمان جرابو " و زملائه بتحليل هذه البردية و غيرها فى دراسة من ثمانية أجزاء (1958-1960) ، و قام كذلك " جوستاف لوفيفر" عام 1956م بدراسة البردية مع غيرها.
  • و يبلغ طول هذه البردية 20.23 متراً و عرضها 30 سم ، و نصها فى 108 عموداً يحتوى كل منها على 20 أو 22 سطراً ، و قد أهمل الكاتب الرقمين 28 ، 29 بينما أعطى العمود الأخير رقم 10.
                                                                           

محتويات البردية:-

  • هذا و بردية إيبرس هذه ليست كتاباً طبياً مقسماً إلى أبواب و فصول ، و لكنها عبارة عن مجموعة مؤلفات و بحوث فى مواضيع من أكثر من أربعين مصدراً مختلفاً 
  • و تحتوى البردية على 887 وصفة طبية لأنواع متعددة من الأمراض و أعراضها و طريقة فحصها و معالجتها منها اثنتا عشرة علاجها الرقى ، و من بينها أيضاً عدد كبير من أمراض النساء ، كما نجد فيها الكثير من التعاويذ السحرية التى ذكرعنها صاحب البردية أنها تنفع فى شفاء بعض الأمراض و طرد الأرواح الشريرة التى سببتها 


  • هذا و يمكن حصر البردية لإعطاء فكرة عن علم هذا الوقت و مدى التخصص فيه و يشمل :
  1. توسلات الآلهة.
  2. الأمراض الباطنة و علاجها ، و هو أول مؤلف فى تاريخ العالم يعالج سر الحياة بتأملات فلسفية غير دينية أو سحرية ، و لو أنه يرد أغلب الأمراض الباطنة إلى أسباب روحانية.
  3. وصفات لأمراض العيون.
  4. وصفات لأمراض الجلد ، و وصفات للزينة ، و للتجميل ، وإنماء الشعر.
  5. وصفات لأمراض الأطراف.
  6. وصفات مختلفة لعدة أمراض فى الرأس ، و الأسنان.
  7. أمراض النساء وعلاجها.
  8. مؤلفان عن القلب و الشرايين ، و هما المؤلفان الوحيدان اللذان وصلا إلينا فى علمى التشريح ، ووظائف الأعضاء.
  9. الأمراض الجراحية و علاجها ، و هذا الجزء لم يتناول الجروح و إنما اقتصر على الأورام و الخراريج.
  • و قد حوت بعض وصفات البردية على كيفية التشخيص ، و بعضها مقرون بالعلاج ، و بعضها إشارات علاجية ، و من الأوصاف الإكلينيكية تعرَّف " إيبل"على خمسة عشر مرضاً ، منها التورم و الإستسقاء و القيلة المائية و الجزام ، غير أن علماء اللغة لم يرضوا عن كل ترجماته و تفسيراته.
  • و لنذكر الآن بعض الأوصاف الإكلينيكية التى جاءت فى البردية :
  1. فى تعليمات خاصة بورم الأوعية يقول :  " إذا فحصت ورماً فى الأوعية فى طرف من الأطراف ووجدته نصف كروى ينبض ، و لكنه إذا فصلته عن بقية الجسم لا ينبض فقل عنه: إنه ورم فى وعاء ،إنه مرض سأعالجه ، إن الأوعية هى التى سببته و قد نشأ عن إصابة للأوعية."  و هذا وصف صحيح لورم شريانى و لمميزاته.
  2. و فى وصف للذبحة الصدرية يقول : " إذا تفحصت مريضاً بالمعدة يشكو آلاماً فى ذراعه و صدره و ناحية من معدته فقل بصدده: هذا شئ ( أى روح)  دخل فى فمه ، و الموت يهدده."
  • هذا ولا تقتصر أهمية موسوعة إيبرس على الأوصاف الإكلينيكية التى جاءت بها ، إذ أنها تعتبر أيضاً مرجعنا الأساسى فى علم عقاقير المصريين القدامى ، و فيما يسمى الآن " المادة الطبية".